داء السكري..كيفية التعايش معه..وهل له علاج نهائي؟

داء السكري يعد أحد الأمراض المزمنة التي عجز العلم عن إيجاد علاج لها لفترة طويلة.

كما أنه ظهر منذ 3509 عام، لكن طوال هذه الفترة لم يحدث تطور كبير في أعراضه.

ولا تأثيره على جسم الإنسان كما حدث خلال المائة عام الماضية.

لكن مع تقدم الطب في العالم وكثرة الأبحاث العلمية عن إيجاد دواء للأمراض المزمنة والفتاكة.

تم اكتشاف كثير من المعلومات والعلاجات لكثير من الأمراض التي أثرت على البشرية بالسلب ومن ضمنهم داء السكري.

ما هو داء السكري؟

مرض السكري هو مرض تكون فيه مستويات الجلوكوز في الدم مرتفعة جداً.

بحيث يعجز البنكرياس عن القيام بوظيفته في إنتاج الأنسولين بشكل كافي ليساعد الجلوكوز في الوصول لخلايا الجسم ليعطيها الطاقة.

وفي نفس السياق، يأتي الجلوكوز عمومًا من المأكولات والمشروبات التي يتناولها الإنسان خلال يومه.

كيف يصاب الإنسان بداء السكري؟

مرض السكري يصاب به الإنسان عندما يحدث خلل في عملية إنتاج الأنسولين من البنكرياس، أو يتم إنتاجه بشكل قليل داخل الجسم.

أو تكون استجابة الجسم لهرمون الأنسولين ليست بالشكل المناسب، حينها يصاب الجسم بمرض السكري.

متى تظهر أعراض داء السكري؟

مرض السكري تختلف أعراضه من شخص إلى أخر.

كما أنها تظهر عندما يرتفع مستوى السكر في الدم عن المستوى الطبيعي.

مع ذلك تختلف مدة ظهور الأعراض من بداية الإصابة بداء السكري من شخص لأخر.

هذا وفقًا لنوع مرض السكري إذاً كان من النوع الأول أو الثاني أو سكر الحمل.

أعراض ارتفاع السكر في الدم

هناك أعراض متشابهة بين جميع أنواع مرض السكري، وهذه الأعراض تُعد مؤشر للإصابة بمرض السكري، وهي كالأتي:

  1. الجوع والإجهاد
  2. كثرة التبول
  3. الشعور الدائم بالعطش
  4. جفاف الفم
  5. ضعف النظر
  6. حكة الجلد

الأعراض الشائعة لداء السكري

  1. صعوبة التئام الجروح
  2. فقد الوزن بشكل سريع
  3. ضعف المناعة وسرعة التعرض للعدوى
  4. وخز في اليدين والرجلين

أعراض داء السكري للأنثى

تتشابه أعراض مرض السكري بين الرجل والمرأة.

لكن يوجد اختلاف بسيط في الأعراض وهذا راجع إلى الاختلاف الفسيولوجي والهرموني بين الجنسين.

وتتمثل أعراض مرض السكري للأنثى في الآتي:

  • العدوى الفطرية: وقد تؤدي هذه العدوى إلى:
  1. إصابة فطرية في الفم، المهبل
  2. حكة
  3. ألم أثناء الجماع
  4. إفرازات المهبل
  5.  التهابات المسالك البولية
  • مشاكل في العلاقة الجنسية: ومن ضمن هذه المشاكل:
  1. قلة الرغبة الجنسية
  2. جفاف المهبل
  3. التهاب المهبل
  4. قلة الشعور بالنشوة الجنسية
  5. أعراض هبوط السكر في الدم

أعراض هبوط السكر في الدم

يحدث هبوط معدل السكر في الدم عندما يكون نسبة «الجلوكوز» في الدم أقل من المعتاد.

ومن الأشياء المساهمة في نقص السكر في الدم علاجات مرض السكري .

حيث أنها من الممكن أن تساهم في هبوط معدل الجلوكوز في الدم.

وتأتي أعراض هبوط السكر في الدم كالأتي:

  1. عدم انتظام ضربات القلب
  2. الإجهاد والإرهاق
  3. ارتعاش الجسم واليدين
  4. العرق
  5. الجوع
  6. الهياج
  7. وخذ في الوجه
  8. شحوب البشرة
  9. التشوش
  10. فقدان الوعي
  11. اضطرابات بصرية، ضعف النظر
  12. نوبات مرضية

أنواع داء السكري

يوجد ثلاث أنواع لمرض السكري ، النوع الاول، النوع الثاني، سكر الحمل، هيا بنا نتعرف على كل نوع على حدا سويًا.

  • مرض السكري من النوع الأول: 

هو مرض ذاتي المناعة، والأمراض ذاتية المناعة تحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لأحد أجزاء الجسم.

خلال إصابة الجسم بمرض السكري من النوع الأول يعمل الجهاز المناعي على مهاجمة خلايا “بيتا”.

وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين ويقوم بتدميرها.

مما يجعل البنكرياس ينتج كميات أقل من هرمون الأنسولين.

أو قد يمتنع عن إنتاج الأنسولين مطلقًا، وهذا يجعل مريض السكري يلجأ إلى مادة الأنسولين المصنعة لضبط مستوى السكر في الدم.

  • مرض السكري من النوع الثاني:

يعد النوع الثاني هو النوع المنتشر بين المصابين بمرض السكري.

كما تعد نسبة الإصابة به 95% من إجمالي عدد المصابين.

حيث يصاب المريض بهذا النوع عند التقدم في العمر، والإصابة بالسمنة، كما أن الوراثة تلعب دوراً في الإصابة بتلك النوع.

والمرأة المصابة بسكر الحمل من قبل تعد من المعرضين للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وفي نفس السياق يعاني 80% من المصابين بمرض السكري من النوع الثاني من الخمول والزيادة في الوزن.

والأهم من ذلك كله أن الجسم المصاب بمرض السكري من النوع الثاني ينتج الكمية المطلوبة من الأنسولين.

لكن لا يستطيع الجسم استخدام الإنسولين بالشكل الصحيح الفعال ولا يقدر على الاستفادة منه، وهي الحالة المعروفة «بمقاومة الإنسولين».

  • سكري الحمل:

يصاب بعض النساء الحوامل بمرض السكري الحمل في فترة حمل الجنين فقط.

وللتأكيد تعد نسبة النساء اللاتي يصبن بسكر الحمل تتراوح بين 20– 50%.

ومن الممكن أن تصاب المرأة بمرض السكري من النوع الثاني من 5–10 سنوات نتيجة للإصابة بسكري الحمل.

أسباب داء السكري

لكل نوع من أنواع مرض السكري أسباب مؤدية لحدوثه.

وللعلم تتشابه أسباب كل نوع مع بعضها في أشياء وتختلف في أخرى.

على الرغم من ذلك لا يمكن الجزم بوجود سبب معين يصاب بسببه الإنسان بمرض السكري .

لذلك هيا بنا نتعرف على أسباب كل نوع لداء السكري:

  • أسباب النوع الأول لمرض السكري:

يصاب الإنسان بالنوع الأول من مرض السكري بسبب حدوث خلل في الجهاز المناعي.

حيث يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج هرمون الأنسولين داخل الجسم.

مما يؤدي إلى عدم استطاعة البنكرياس إنتاج الأنسولين من جديد.

ويحدث هذا الخلل لأسباب منها الإصابة بفيروس يؤثر على الجهاز المناعي ويضعفه.

كما أن الجينات وعوامل الوراثة تلعب دوراً مؤثراً في إحداث مشاكل الجهاز المناعي.

  • أسباب النوع الثاني لمرض السكري:

يرجع السبب الرئيسي للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري إلى عدم قدرة البنكرياس على إنتاج الكمية الكافية للأنسولين.

وبما أن الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن تنظيم معدلات السكر في الدم فعدم إفرازه بالكمية المطلوبة يؤدي إلى الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

  • أسباب سكري الحمل:

تصاب المرأة بسكري الحمل بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في تلك الفترة.

حيث يتعارض ارتفاع مستوى بعض الهرمونات التي تصنع في المشيمة مع زيادة حجم المشيمة أثناء الحمل، وذلك يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين.

بالإضافة إلى أن بنكرياس الأم قادر على إنتاج كميات كبيرة من الأنسولين.

لكن في بعض الأحيان ومع زيادة هرمونات الحمل يعجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين.

نتيجة لذلك هذا يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكري في الدم.

السكر الوراثي

ليس من الحتمي أن وجود مصاب بمرض السكري في عائلة ما يؤدي إلى إصابة أفراد العائلة بالسكر الوراثي.

لأن داء السكري من الأمراض التي لا تنتقل بسهولة، أي أن إصابة الجد بداء السكري لا يعني ضرورة إصابة الأحفاد بذلك الداء.

بل إن وجود عوامل أخرى هي التي تساهم في الإصابة بمرض السكري.

مثل السمنة، والتدخين، والنحافة المفرطة، ونوعية الطعام.

لكن الوراثة هنا تزيد من قابلية الأبناء للإصابة بمرض السكري لكن ليس من الشرط أن جميعهم يصابوا به.

مضاعفات داء السكري

إن من مسببات مضاعفات مرض السكري عدم الاهتمام بارتفاع الجلوكوز في الدم.

علاوة على ذلك تنسيق وجبات الطعام، وتناول أدوية داء السكري بانتظام، والمتابعة الدورية مع الطبيب.

أهم مضاعفات مرض السكري:

  1. أمراض القلب، مثل: تصلب الشرايين، نوبات القلب، السكتة القلبية
  2. ضعف الأعصاب
  3. قصور وظائف الكلى التي تؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي
  4. فقدان البصر
  5. فقدان السمع
  6. الإصابة بالقدم السكري، نظراً لوجود قرح والتهابات بالقدم
  7. إصابة الجلد بالعدوى البكتيرية
  8. ضعف المناعة
  9. الخرف
  10. الزهايمر
  11. الشعور بتنميل الأطراف

كيفية التعايش مع داء السكري

يمكن التعايش مع مرض السكري دون أن يقضي على أجسامنا عن طريق:

  1. تناول أدوية مرض السكر التي تعمل على خفض معدل الجلوكوز في الدم
  2. التخلص من الوزن الزائد
  3. المداومة على تناول وجبة الإفطار الغنية بالطاقة والفيتامينات والمعادن
  4. ممارسة الرياضة بانتظام
  5. تناول الأطعمة الصحية على مدار اليوم
  6. الانتظام على جدول للوجبات اليومية بالمقدار المناسب في كل وجبة

هل داء السكري خطير؟

يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تستمر مع المصاب بها.

وللتوضيح تكمن الخطورة في ذلك الداء عندما يهمل المريض في صحته بشكل كبير.

نتيجة لذلك يفتك مرض السكري بجميع أعضاء الجسم.

ومن الممكن أن يؤدي مرض السكري إلى خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية.

كما يصيب مرض السكري بـ الذبحة الصدرية، والنوبة القلبية، والسكتات الدماغية، وتصلب الشرايين، وبتر الأطراف.

هذا كله يمكن حصر سببه في الاستهانة مرض السكري والإهمال في تنظيم معدلاته داخل الجسم.

هل يمكن الشفاء من مقدمات داء السكري؟

نعم، يمكن الشفاء من مقدمات مرض السكري عن طريق تغير نظام حياتنا من أول معرفتنا بأعراض المرض.

بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين إذا كان المريض يدخن.

مع ذلك تناول الطعام المناسب، وممارسة التمارين الرياضية، والمحافظة على نسبة فيتامين “د” داخل الجسم.

أيضًا تناول مشروبات مثل القهوة والشاي، لآنهما يتحوان على مركب “الفينول”.

وهذا يساعد على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري ، والتقليل من تناول الوجبات السريعة.

هل يشفى مريض السكري من النوع الثاني؟

لا، لكن الاهتمام بالوزن المثالي وتناول الطعام الطبيعي الصحي وممارسة الرياضة بصفة منتظمة.

مع تناول أدوية مرض السكري في أوقاتها المحددة من قبل الطبيب.

كل هذا بشأنهِ يساعد على السيطرة على مرض السكري والتحكم فيه.

هل لمرض السكري علاج نهائي؟

لا، حتى وقتنا هذا لم يتوصل الطب إلى علاج نهائي لمرض السكري.

لكن توصل الطب إلى بعض الأدوية الكيميائية والنباتات الطبيعية التي تساعد على تنظيم السكر في الدم.

ذلك مع الاهتمام بجدول الوجبات اليومية وممارسة الرياضة بصفة مستمرة.

درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، ومن المؤسف أن مرض السكري من الأمراض المزمنة والخطيرة أيضًا التي تفتك بأعضاء الجسد ببطئ.

وذلك إذا تم الاستهانة بها وإهمالها، فعلينا جميعًا كبار وصغار العناية بصحتنا لكي لا نعاني سنين طوال من الأمراض المزمنة.

التعليقات