أكاذيب تروجها إسرائيل.. أدعى الاحتلال أن أهل فلسطين نزحوا من تلقاء أنفسهم، فلم يجبرهم أحد على ترك أراضيهم أو عدم العودة إليها.
وهذه ليست إلا مغالطة كاذبة يرددوها في المدارس الإسرائيلية؛ من أجل تزييف التاريخ بما يخدم مصالحهم الاستعمارية.
واليوم نحن بصدد إلقاء الضوء على أشهر 5 أكاذيب إسرائيلية روجتها حكومة الاحتلال سعيًا منها لتزييف التاريخ والجغرافيا.
1- أكاذيب تروجها إسرائيل.. فلسطين دولة يهودية منذ أكثر من 3000 عام
“الله أعطانا هذه الأرض المذكورة في النصوص المقدسة التوراتية“، تلك المقولة التي يصدح بها الإسرائيليون في كل حدب وصوب.
فهم يعتبرون فلسطين “هبة إلهية” منحت لهم، ولذلك يرون أنهم أصحاب الأرض الأصليين، ويستدلون على ذلك بالكتابات التوراتية.
فوفقًا للكتاب المقدس فإن تاريخ العبرانيين في أرض فلسطين يعود إلى 1400 عام ق.م.
وهذا التاريخ يستند على حدثين أساسيين:
الأول: خروج بني إسرائيل من مصر.
الثاني: عودة بني إسرائيل إلى كنعان التي يعتبرونها وطن آبائهم وأجدادهم.
الرد على ادعاءات الأكذوبة الأولى.. اليهود مجرد أقليات
قدم عالم اللاهوت الأمريكي توماس طومسون، ردًا قويًا رادعًا على ما ادعاه اليهود.
وذلك بعد أن قام بتفنيد التاريخ التوراتي، وتتبع الروايات الإسرائيلية ثم دحضها بشكل جذري.
ويذكر «طومسون» في كتابه “التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي“، إن تاريخ أرض فلسطين قد خلى من وجود أثر لليهود، في فترة العصر الحديدي الثاني، التي زعم اليهود بقيام مملكة بني إسرائيل الأولى -وقتها-.
كما أكد الدكتور خزعل الماجدي في مؤلفاته “تاريخ الشعوب الأصلية التي سكنت فلسطين”، أن الشعوب التي قطنت أرض فلسطين قديمًا هم الأموريون والكنعانيون والشوتو والبلستو والعرب، أما اليهود فلم يكونوا سوى أقلية بجوار هذه القبائل المتعددة.
أما بالنسبة لمسألة خروج العبرانيين وعودتهم يرد «الماجدي» على ذلك في محاضراته على اليوتيوب التي تحمل عنوان “تفنيد الرواية التوراتية” قائلًا: “إن السجل الأثري لأرض كنعان، قد جاء خاليًا من أي أثر يدل على قصة الخروج، كما يدعي اليهود في الكتاب المقدس”.
2- أكاذيب تروجها إسرائيل.. فلسطين لم يكن لها وجود سياسي قبل عام 1917
يدعي بعض مؤرخي القرن العشرين المنحازين للكيان الصهيوني، أن فلسطين لم يكن لها أي وجود سياسي أو إداري، قبل إعلان بريطانيا الانتداب على أراضيها عام 1918.
وبالطبع -ودون جدال- لم يستطيعوا تقديم أي دليل يثبت صحة مزاعمهم وادعاءاتهم، فاكتفوا بالترويج لمعطياتهم الكاذبة.
الرد على مزاعم الخرافة الثانية.. فلسطين دولة موثقة في التاريخ
لا يحتاج دحض هذا الادعاء الكثير من الجهد، لكون فلسطين دولة لها أصل وتاريخ ضارب في القدم.
وهناك الكثير من الأدلة والشواهد التي تثبت ذلك.
● فلسطين تشهد استيطانًا بشريًا
يذكر المؤرخ الفلسطيني البريطاني نور مصالحة، في كتابه “فلسطين 4 آلاف عام من التاريخ”، أن فلسطين من أقدم الدول التي شهدت استيطانًا بشريًا وتمدنًا حضاريًا.
وكان سكانها يعملون بحرفة الزراعة وتدجين الحيوانات منذ 12 ألف عام ق.م.
● ظهور اسم فلسطين في الكتابات القديمة
ظهر اسم فلسطين لأول مرة في العصر البرونزي المتأخر قبل 3200 عام.
كما شاع استخدامه في خرائط العالم بدءً من العصور الكلاسيكية القديمة.
● فلسطين دولة لها كيان إداري رسمي
كان لدولة فلسطين كيانًا إداريًا رسميًا بدأ مع العصور الرومانية، ثم استمر بعد ذلك في العصور البيزنطية والإسلامية.
وخير دليل على ذلك النقود والخرائط والكتابات التي ذكر فيها اسمها.
فقد شهدت فلسطين حكمًا ذاتيًا وصدرت عملة فلسطينية خاصة بها منذ القرنين 6 و4 ق.م، وكان يطلق عليها “نقود فليستية”.
3- أكاذيب تروجها إسرائيل.. الفلسطينيون باعوا أراضيهم لليهود
سعى اليهود في البداية إلى امتلاك الأراضي الفلسطينية، كشرط أساسي لتهويد دولة فلسطين.
ولكن عندما لم يستطيعوا ذلك أحتلوا الأرض غصبًا، وراحوا يروجون أنهم اشتروا الأراضي من الفلسطينيين عن طيب خاطر، حتى تكون حقهم الشرعي ومن يأخذها منهم فهو معتدي.
الرد على مزاعم الأكذوبة الثالثة.. فلسطين لم تبع أرضها لليهود
وقتما كانت الأرضي الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني، قدم الأنجليز 2% من الأراضي لليهود ليعيشوا فيها، وخاصة بعد صدور وعد بلفور الذي أعطاهم امتيازات لا يستحقوها.
أما بالنسبة لأهالي فلسطين فلم يبيعوا سوى 1% فقط من الأراضي لليهود، وهذه بالطبع ليست شيئًا من المساحة الحالية التي يسيطر عليها الاحتلال.
ومن هذا يتضح أن الفلسطينيين لم يقدموا أرضهم أو يبيعونها، فقد صدرت فتاوى كثيرة بتحريم بيع الأرض لليهود -آنذاك-.
ابتداء بفتوى 1922 للشيخ أمين الحسيني مفتي القدس، ومرورًا بعدد كبير من الفتاوي بعد ذلك.
وحقيقة الأمر أن اليهود قد أخذوا الأراضي الفلسطينية عنوة، وحتى يظهرون أنفسهم في مقام الأبرياء.
أدعوا أن أهل فلسطين قد باعوا لهم الأرض عن طيب خاطر، ولكن هذه ليست سوى فرية أخرى من أكاذيبهم.
4- أكاذيب تروجها إسرائيل.. في زمن النكبة نزح الفلسطينيون من تلقاء أنفسهم
تذكر المرويات الإسرائيلية في زمن النكبة، أن عرب فلسطين تركوا منازلهم ورحلوا من تلقاء أنفسهم، فلم يجبرهم أحد على المغادرة أو عدم العودة.
الرد على مزاعم الأكذوبة الرابعة.. مفتاح العودة ومجازر صهيونية
أبسط رد يمكن تقديمه في هذا السياق، أنه لو كان الفلسطينيون قد تركوا منازلهم من تلقاء أنفسهم، ويمكنهم العودة إليها في أي وقت.
فلماذا ما زال الشيوخ والعجائز يعلقون في رقابهم تلك المفاتيح الصدأة العتيقة!؟.
إن كان باستطاعتهم العودة وقتما أرادوا، لماذا لا يأخذون هذه المفاتيح ويتجهون صوب منازلهم بكل سهولة ويسر!؟.
بالطبع لن يستطيعوا، وحكومة الاحتلال تقف لهم بالمرصاد، وترتكب في حقهم أبشع المجازر الوحشية.
مثل المجازر التي وقعت بين عامي 1937-1948، والتي اعتبرت بمثابة عملية تطهير عرقي، نتج عنها نزوح أكثر من 700 ألف فلسطيني.
وقد استوحت الروائية المصرية رضوى عاشور، روايتها “الطنطورية” من إحدى هذه المذابح، وهي مذبحة قرية الطنطورة عام 1948، التي راح ضحيتها أكثر من 200 فلسطيني.
وما تزال المجازر الوحشية مستمرة بشكل متواصل لترويع عرب فلسطين حتى يرحلون ويتركوا بلادهم؛ بدعوى الخوف على حياتهم، وما يحدث حاليًا ليس ببعيد، كدعوى تهجيرهم لسيناء مثلًا، وبعدها سيقولون لم يجبرهم أحد على شيء ضد إرادتهم!.
5- أكاذيب تروجها إسرائيل.. لم تخض إسرائيل حربًا إلا دفاعًا عن النفس
على مدار التاريخ سعت إسرائيل لإلصاق وصف “الدفاع” لجيشها.
وكان سلاحها وكالات الأنباء العالمية، التي تروج أن إسرائيل مظلومة دائمًا، ومن حقها الدفاع عن أرضها وشعبها.
الرد على مزاعم الأكذوبة الخامسة.. جيش قوامه العصابات
كيف يمكن لجيش كانت نواته الأولى عصابات الأرغن والهاجاناه أن يبدو في مظهر الحمل الوديع!؟.
يشير المؤرخ المصري خالد فهمي، أن إسرائيل تحاول التنصل من كونها مشروعًا استيطانيًا أو دولة استعمارية توسعية، عبر تلك الأكذوبة، ولكن هيهات فقد فشلت في تبرير سبب العدوان الثلاثي حتى لمواطنيها عام 1956.
كما أرتكبت مذابح تصنف ضمن جرائم الحرب، مثل “مذبحة بحر البقر”، عندما قصفت قواتها الجوية مدرسة أطفال ابتدائية، بزعم كونها قاعدة للقوات المصرية، ونتج عنها مقتل أكثر من 30 طفل وإصابة العشرات.
إن تأمل هذه الأكاذيب يجعلنا ندرك أن إسرائيل ليست سوى شبكة عنكبوتية، تصطاد الضحايا وتوقعهم في شباكها، ثم تتبرأ بعد ذلك، وتتدعي أنهم المعتدين وأنها مجرد “تدافع عن نفسها”.
التعليقات