الزمان: القرن 19
المكان: الولايات المتحدة الأمريكية
رقصة الحرية.. بين ليلة وضحاها انتشر مقطع فيديو لشاب فلسطيني يرقص الدبكة الفلسطينية على طريقة رقصة الحرية، أمام المعدات العسكرية الإسرائيلية المحترقة.
وكان انتشار الفيديو كالنار في الهشيم، لدرجة جعلت الرقصة تبدو كرمز من رموز الانتفاضة والتحرير.
رقصة الحرية.. ما أصل الحكاية؟
يعود تاريخ هذا الفيديو الرائج لعام 2015، الذي يظهر فيه شاب فلسطيني ملثم الوجه، يقاوم القوات الإسرائيلية وهو يحمل في يده المقلاع، ويطلق عليهم الحجارة التي تخترق دخان مدفعياتهم وترديهم أرضًا.
وبعد إحداثه خسائر كبيرة في معداتهم العسكرية الثقيلة؛ يحتفل بهذا النصر مؤديًا رقصة الحرية الشهيرة، التي أصبحت رمزًا لنضال الشعوب والحرية والاستقلال.
وتزامنًا مع الأوضاع الراهنة في فلسطين عاد هذا المشهد من جديد أمام الأعين، قائلًا: “نرقص على جثث العدو، ونعده بإعمار المدينة بعد هدمها فوق رأسه”.
الهنود الحمر.. منبت الحكاية
أدى الشاب الفلسطيني في مقطع الفيديو رقصة شعبية معروفة في فلسطين، تجمع ما بين الحركات الاستعراضية المختلفة وتعرف بـ”الدبكة الفلسطينية”.
والحقيقة أنها كانت معروفة -منذ قديم الزمان- لدى الهنود الحمر باسم “رقصة الحرية” في القرن 19.
وكان الهنود الحمر يستخدمونها للتعبير عن الامتنان ودعم المحاربين ورفع روحهم المعنوية، بالإضافة إلى أنها تعطي إحساسًا بالنصر.
لكن مع مرور الوقت انتشرت الرقصة في بلدان كثيرة وتعددت أشكالها.
وصارت كل واحدة منها تقدم حكاية مختلفة وتعبر عن موقف معين.
ومن ضمن تلك الرقصات الهوب والحرب والعشب والمطر والشمس، واشتركت هذه الرقصات في العديد من العادات، مثل: استخدام الآلات الموسيقية والغناء والصفير بصوت عالي وحرق البخور والرسم على الوجه.
الرابط بين غزة والهنود الحمر
يتضح الرابط بين شعبي عزة والهنود الحمر في ذلك النهج الوحشي الذي تم استخدامه على الهنود الحمر منذ قديم الزمان.
وما زال يمارس حتى الآن على أهل قطاع غزة، من تهجير قسري وإبادة جماعية.
وقد وصل الأمر إلى حد التطهير العرقي، واستخدام الأسلحة المحظورة دوليًا مثل: الفسفور الأبيض.
فقد اشترك الشعبين في التاريخ المأسوي من الظلم والقهر.
لذلك جاءت رقصة الحرية أو رقصة الفجر، لتعبر عن المقاومة بلغة ملموسة في عصر الهنود الحمر.
ثم تمثلت من جديد تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، لتبث روح النصر والصمود في نفوس الفلسطينين، ولتدب الرعب والخوف في جوف الكيان الإسرائيلي.
تأثير رقصة الحرية على أرض الملاعب
وصل تأثير “رقصة الحرية” إلى أرض الملاعب، وبدأ نجوم الكرة اللامعين في تأديتها تضامنًا مع القضية الفلسطينية.
فقد حرص لاعبي نادي الأهلي محمود عبد المنعم كهربا وإمام عاشور، على الاحتفال بالهدف الأول الذي سجله كهربا يوم السبت 25 نوفمبر، في شباك فريق ميدياما الغاني، بأولى مباريات المارد الأحمر، في دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أفريقيا.
ونشر كهربا فيديو عبر حسابه الرسمي على “منصة أكس“، يوثق فيه لحظة احتفاله بالهدف مع إمام عاشور على طريقة “رقصة الحرية”، تضامنًا مع الموقف الحالي لأهالي فلسطين، وعلق “الفولت العالي”: “رقصة أصحاب الأرض.. فلتحيا فلسطين”.
وسابقًا تصدر اللاعب الجزائري، يوسف بلايلي، المشهد بتنفيذ “رقصة الحرية” متوشحًا العلم الفلسطيني.
ولفت الأنظار في مباراة فريق مولودية الجزائر وشباب الساورة، ضمن البطولة الجزائرية لكرة القدم، وذلك عندما أحرز هدفًا لصالح ناديه.
كما قام اللاعب الجزائري، ضرار بن سعد الله، لاعب نادي معان الأردني، بتنفيذها في أرض الملعب وهو يحمل بيده العلم الفلسطيني.
وهكذا فإن الكلمات المكتوبة قد تعجز أحيانًا عن تجسيد الحدث، فيلجأ الإنسان إلى وسائل أخرى تصل إلى القلب الإنساني بأبسط الصور، كما حدث مع رقصة الحرية.
التعليقات