الجدار الجليدي.. يُقال إنه بوابة عبور لحضارات مفقودة، وأن هناك كائنات خرافية مرعبة قد تبتلعك إذا حاولت الاقتراب منه.
ليس هذا فحسب بل توجد قواعد عسكرية ضخمة وحراسة مشددة لمنع أي شخص من الوصول إليه.
فما الذي يوجد في أنتاركتيكا، وما الذي تم اكتشافه خلف الجدار الجليدي؟
ولماذا يختفي كل من يحاول استكشاف ذلك المكان ولا نسمع عنه شيئاً، وما حقيقة خريطة الإدريسي والمخلوقات العجيبة التي تحتوي عليها؟
وغيرها من الأسئلة التي قد تدور في ذهنك الآن.
أنتاركتيكا.. يقولون إنها بلا حياة
دعني أحدثك عن قارة أنتاركتيكا وطبيعة الحياة فيها.
ببساطة أنتاركتيكا هي خامس القارات من حيث الحجم، ومعروفة بشدة الرياح والجفاف والبرودة، وتصل مساحتها إلى 14.2 مليون كيلومتر مربع.
وحتى يتضح لك شكل القارة جيدًا، فهي تنقسم إلى جزئين، جزء عبارة عن هضبة عالية جدًا من الجليد السميك.
أما الجزء الغربي من القارة، فهو عبارة عن بحيرة جليدية تغطي معظم الجزر بالجليد.
غابة مستنقعات وموطن للحيوانات المنقرضة
قارة أنتاركتيكا مليئة بالأسرار والغموض، أسرار يحاول البعض إخفاءها عن العالم، أو يعرضون منها فقط ما يرغبون في أن نراه.
ومن بين الأسرار التي لا يعرفها أغلب الناس، اكتشاف العلماء أن أنتاركتيكا كانت عبارة عن غابة مستنقعات معتدلة يعيش فيها الديناصورات منذ 90 مليون عام.
وتوصل العلماء لهذا الاستنتاج بعد تحليل عينات من التربة القديمة.
كما اكتشفوا أن أنتاركتيكا في العصر التباشيري كانت دافئة للغاية، وذلك بعد تحليل عينات من التربة المستقرة في بحر أموندسن، حيث اكتشفوا أن تربتها تعود لغابات مطيرة وليست لمنطقة جليدية.
وعند محاولة العلماء التعرف على الحياة القديمة في المنطقة، اكتشفوا أمراضًا وأوبئة غريبة لم نعرفها أو نسمع عنها من قبل.
كما وجدوا أكثر من 65 نوعاً من النباتات والحفريات الغريبة، تشبه الحيوانات الحالية لكن بأحجام وأشكال مختلفة قليلًا.
خريطة الإدريسي والمخلوقات العجيبة
دعني أحدثك عن قصة أغرب من الخيال، تحكي عن قصة حب مستحيلة بين رحالة أمريكي وأميرة تركية رفض أهلها زواجهما.
وفي أحد الأيام قرر الرحالة أن يودع حبيبته ويغادر.
فأخذته إلى غرفة مليئة بالمجوهرات والأحجار الكريمة، وطلبت منه أن يختار هدية تظل معه طوال العمر.
فتخيل الرحالة ماذا اختار؟
اختار خريطة قديمة مرسومة على جلد غزال.
وفي عام 1952 قام المؤرخون بفحص الخريطة واكتشفوا أنها تعود لعام 1513، رسمها قبطان تركي يُدعى بيري ريس، المعروف بالإدريسي.
ورسم فيها القارة القطبية الجنوبية بدقة واضحة، وعندما فحصها الخبراء تأكدوا أنها أصلية 100%.
لكن الأمر الغريب هنا أن ريس رسم على هامش الخريطة سحبًا لامعة فوق القارة القطبية، وأشخاصًا عراة يسيرون على أرض خالية من الجليد.
والأعجب من ذلك أنه لم يكن بإمكان أي شخص رسم القارة بهذه الدقة إلا إذا قام بتصويرها من الجو.
مما يعني أن راسم الخريطة اكتشف أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية قبل جون ديفيز بعدة قرون.
الرحالة بيرد ومقابلته لسكان جوف الأرض
بعد الحرب العالمية الثانية قرر الأدميرال ريتشارد إيفلين بيرد القيام برحلة استكشافية منفردة إلى أنتاركتيكا.
والمفاجأة أن بيرد رأى أشياء غير متوقعة، منها كائنات عجيبة ليست شبيهة بالبشر، سماهم سكان الأرض الداخلية (أجارتا).
وقال إنهم سمحوا له بالدخول إلى أرضهم؛ لأنه شخصية مرموقة.
أنتاركتيكا الدافئة
أشار بيرد إلى أن الجو كان لطيفًا ومعتدلًا ويصلح للحياة البشرية، عكس المعروف تمامًا عن باطن الأرض.
والأغرب أنه رأى شمساً داخل جوف الأرض.
الجدار الجليدي بوابة العبور للحضارات القديمة
وصف بيرد مشاهدته لبقايا أحياء قديمة قد تعود لحضارات مفقودة.
وقال إنه تمكن من تصوير أراضٍ وقارات أخرى خلف الجليد، وصفها بأنها أكبر من أمريكا وفرنسا، وتتألف من أراضٍ خضراء وينابيع ساخنة.
ولكن لم يتمكن بيرد من التوغل داخل الجدار الجليدي لأكثر من 3600 ميل؛ بسبب البرودة الشديدة والأعاصير القوية التي كانت تحيط به من كل جانب.
وبعد عودته كتب بيرد ثلاثة كتب: “عناية السماء”، “أمريكا الصغرى”، “الوحيد”.
بجانب مذكراته التي تحدث فيها عن مداخل تصل عالمنا بعوالم خفية.
وأشار بيرد إلى أن هذه المداخل تقع في المنطقة الجنوبية، وأكد أن عالمنا الحالي تقلص بعد اكتشاف ما وراء الجدار الجليدي.
الجدار الجليدي مستودع للموارد الطبيعية
كشف بيرد عن مساحة أرضية ضخمة خلف الجدار مليئة بالموارد الطبيعية، خاصة اليورانيوم والنفط والفحم، بكميات ضخمة يمكنها أن تسد احتياجات العالم لمائة عام.
عقوبة الإعلان عن سر الجدار الجليدي
خرج بيرد في مقابلات إعلامية يتحدث عن ما شاهده خلف الجدار الجليدي، لكن بعد فترة قصيرة اختفى ولم يعرف أحد عنه شيئًا، وتم الإعلان بعد ذلك عن خبر وفاته.
ونُشرت مذكراته بعد وفاته وأصبحت حديث العالم.
الأمر الأكثر رعبًا هو حذف المقابلة الكاملة لبيرد، التي لم يبق منها سوى جزء صغير.
وكأن هناك من يحاول إخفاء المعلومات التي قد تقلب العالم.
الأرض كروية أم مسطحة؟
ذكر بيرد في كتابه “عوالم ما بعد الأقطاب” أن الأرض الضخمة التي نعيش فيها ليست مجرد كرة أرضية كما اعتقدنا.
بل هي جسم مسطح يحيط به قبة ضخمة يستحيل على الإنسان تجاوزها.
كما تحدث إدوارد هنري في كتابه “الكذبة العظمى عن الأرض” عن أكبر كذبة في تاريخ البشرية.
وأنهم نجحوا في إقناعنا بأن الأرض كروية وليست مسطحة، مدعياً أن الأرض ثابتة وأن الشمس هي التي تدور حول الأرض.
وبسبب هذا ظهرت مجموعة من الأشخاص تؤمن بنظرية المؤامرة، وأطلقوا على أنفسهم “جماعة الأرض المسطحة”.
وذكروا أن السماء فوق الأرض تشبه القبة، وأن القارة القطبية تحيط بالأرض المسطحة وتشكل جدارًا جليديًا يمنع الوصول إلى الجانب الآخر.
وفي عامي 2017 و2018 نظم مؤيدو نظرية المؤامرة مؤتمرات لدعم فكرة الأرض المسطحة.
وخططوا لرحلة إلى حافة العالم في القارة القطبية.
وبدأت قنوات اليوتيوب في الترويج لأفكارهم ونشر فيديوهات عن جدار ضخم، قالوا إنه يخفي سر العالم، وأن وراءه عالم متقدم يسكنه العمالقة، ورصدوا كائنات حية على شكل وجه كلب وجسم إنسان.
خطر الذكاء الاصطناعي
ظهر لاحقًا أن مشاهد الكائنات الخرافية التي روج لها مؤيدو جمعية الأرض المسطحة على منصات التواصل الاجتماعي خلف الجدار الجليدي، تم تصميمها بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي والفوتوشوب وأنها ليست حقيقية.
وأن الجدار الظاهر في الفيديوهات المتداولة هو “جرف روس” الجليدي، وهو أكبر كتلة جليدية عائمة على الأرض، بارتفاع يتراوح بين 160 و200 قدم وطول 800 كيلومتر، ومعظمها تحت سطح الماء.
كما يعد جرف روس الجليدي موطنًا لأنواع عديدة من الحيوانات البحرية، مثل البطاريق والفقمة والحيتان.
وأكدت الأبحاث العلمية أن القارة القطبية الجنوبية لا تحيط بالأرض بالكامل كما يدعي أصحاب نظرية الأرض المسطحة.
بل هي جزء من كتلة اليابسة على الأرض، وهي إحدى القارات السبع، وليست محيطة بالقارات الست الأخرى كما يقولون.
وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية من وكالة ناسا وشركات مستقلة أن كتلة اليابسة في القارة القطبية الجنوبية هي جزيرة ذات حدود واضحة.
وأكدت بيثان دافيز، عالمة الجيولوجيا، إنه من المستحيل وجود “جدار جليدي” دون كتلة أرضية متصلة.
وأشارت دافيز إلى أنه منذ أواخر القرن الثامن عشر، اكتشف المستكشفون منطقة القارة القطبية الجنوبية، وأبحر الكثيرون حولها وبالتأكيد سيكون الأمر مستحيلًا لو كانت القارة محاطة بجدار جليدي يطوق الأرض المسطحة.
فهل ما زالت تعتقد إن القارة القطبية مجرد مساحة جليدية أم أنها مجرد كذبة يحاولون اقناعنا بها؟
التعليقات