هل سمعت يومًا عن الكلاب المتفجرة أو الفيلة الحربية، إن لم تسمع عنها سابقًا، فدعني أخبرك أنها حيوانات شاركت في معارك ملحمية، ليس هذا فحسب بل كان لها دورًا كبيرًا في قلب موازين الحرب، وترجيح كفة على كفة، وأمامنا اليوم قائمة طويلة من الحيوانات التي استطاع الانسان تحويلها إلى أسلحة فتاكة، أشد من أي سيف وأدق من ألف سهم.
الحيوانات العسكرية سلاح المعارك القديمة
كانت الحيوانات العسكرية تستخدم في الحروب والأنشطة القتالية والعديد من الأعمال الأخرى، مثل: جر العربات، وسحب العجلات الحربية وحمل الجرحى ونقل المدفعيات الثقيلة، كذلك كانت تستخدم كوسيلة اتصال وتبادل الرسائل.
لم تكن الحيوانات تستخدم فقط للعمل، فقد جرى الاحتفاظ بالكلاب والقطط وبعض الحيوانات المتميزة، مثل: القرود والدببة والأسود؛ لاستخدامها للتسلية ورفع الروح المعنوية للجنود.
وهذا هو الجانب المتعارف عليه بين أغلب الناس، لكن هناك جانب آخر مظلم استخدمت به هذه الحيوانات، مثل: عمليات التفجير، وإلقائها على الجنود في ساحة المعركة لعرقلة مسيرهم وتقدمهم.
ومما لا يخفى أيضًا العمليات الانتحارية التي كانت تُدرب عليها لتُنفذ في أرض المعركة.
1- الخيول.. أكثر الحيوانات استخدامًا
لا أحد ينكر الدور العظيم الذي قامت به الخيول في الحروب، حيث كانت بمثابة الشريك الوفي للجنود في أرض المعركة.
فهي وسيلة المواصلات والهروب والمناورات؛ لذلك اعتبرت أكثر الحيوانات استخدامًا في أغلب العالم.
اعتمد الجنود على الخيول في سحب العجلات الحربية وحمل القوات وغيرها من الأعمال، خاصة بعد ظهور سلاح الفرسان، حيث كانت تحمل على ظهورها المحاربين المزودين بالأقواس والسيوف.
كما تم تدريبها على العض والركل، وفي عام 1917 كانت الخيول ترتدي أقنعة الغاز على الجبهة الغربية في ألمانيا؛ حتى لا تتضرر من الغازات السامة في المعركة.
2- الجمال الانتحارية المستأنسة
كانت الجمال الخيار الأمثل في المناطق الصحراوية الرملية القاحلة، التي تتطلب كميات قليلة من المياه، وإليك معلومة أن الجمال استخدمت في الحربين العالميتين.
كذلك استخدمها الجيش الهندي، حيث كانت تحمل الجرحى إلى بر الآمان على الحدود الشمالية للهند عام 1917، كما كانت تقوم بدوريات في المناطق الصحراوية في راجستان.
وخلال الحرب السوفيتية في أفغانستان ما بين عامي 1979-1989، استخدم الأفغان الجمال في تفجيرات انتحارية ضد قوات الاحتلال السوفيتي.
فكانت تُثبت بها المتفجرات، ويتم ضبطها لتنفجر في أرض المعركة وسط جيش الأعداء.
3- البغال والحمير.. عنصر الإمدادت
لعبت البغال والحمير دورًا هامًا في الحرب العالمية الأولى عام 1914، حيث قامت بنقل الطعام والماء والذخائر والإمدادات الطبية للرجال في جبهات القتال.
كذلك كان لها دورًا بارزًا في الحرب العالمية الثانية، عندما استخدمتها القوات البرية للولايات المتحدة لنقل المعدات والإمدادات، عبر الأراضي الوعرة التي لا تستطيع الخيول الوصول إليها.
أيضًا اُستخدمت البغال في شمال أفريقيا وإيطاليا وبورما لنقل الإمدادات في المناطق الجبلية، وفي عام 1916 قام الإيطاليون بعمليات إنزال للبغال في سالونيكا لتوفير الإمدادات.
4- الفيلة الحربية.. بث الرعب والخوف
من منا لم يشاهد أحد الأعمال السينمائية التي تُظهر الأفيال بشكل رهيب، تقتحم صفوف الأعداء وتغير مسار المعركة.
قد يعتقد البعض أن هذا من وحي خيال الكاتب، لكن الحقيقة أن الأفيال كانت أكثر الحيوانات استخدامًا في المعارك -بعد الخيول-، حيث كان يتم تدريبها على جر الأحمال الثقيلة وبث الرعب في نفوس الأعداء.
كان الاستخدام الأول للفيلة الحربية بالقرن 4 ق.م في الهند، ومع مرور الزمن بدأت الدول تتعرف على دور الأفيال الخطير في الحروب، أشهرهم كان الإسكندر المقدوني في معركته مع الفرس “جوجميلا Gaugamela” عام 331 ق.م.
كذلك استعان الملك الاغريقي “بيروس الإبيري” بـ20 فيل حربي ضد الرومان 280 ق.م.
ولا ننسى نجاح القائد العسكري القرطاجي “حنبعل” في مواجهة الجمهورية الرومانية خلال الحرب البونيقية الثانية، عن طريق الاستعانة بجيش من الفيلة الأفريقية في أحد أعظم المعارك العسكرية.
بالإضافة لاستخدام اليابانيون الفيلة في الحرب العالمية الثانية ضد قوات الحلفاء، واستعانة الإمبراطورية الفارسية بهم كسلاح أساسي في الجيش لأكثر من 500 عام.
كما استخدمها أبرهة الأشرم عندما أراد هدم الكعبة في العام الذي ولد به النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي عُرف بـ”عام الفيل”.
5- الخفافيش المتفجرة.. جهاز تفجير ذاتي
في أثناء الحرب العالمية الثانية قام الجيش الأمريكي بتزويد مجموعة من الخفافيش بقنابل حقيقية ثم ألقاها على مدينة يابانية عام 1943، لتخرج تلك الخفافيش وتدخل منازل ومعسكرات الأعداء وتضرم فيها النيران.
وكان كل طائر منهم يحمل جهاز تفجير ذاتي قادر على حرق المكان بأكمله.
6- الدب المحارب.. حمل القذائف ومهاجمة الأعداء
هو دب صغير يدعى “فويتيك”، وجده الجنود البولنديين في تلال إيران، فقرروا تربيته والاعتناء به حتى يكبر، ثم قاموا بتدريبه على حمل القذائف ومهاجمة الأعداء، حتى أصبح جندي أساسي في الجيش البولندي.
وبعد تطور أسلحة الحروب؛ تم وضعه في حديقة الحيوان حتى مات عام 1936.
7- الدلافين وأسود البحر.. أدوات التجسس وإزالة الألغام
في أثناء الحرب الباردة جندت البحرية الأمريكية والسوفيتية الدلافين عالية الذكاء.
حيث تم تدريبها على كشف الألغام والغواصات التي تحمل بداخلها أسلحة.
بعد ذلك ترسل إشارة للجيش التابع لها عن طريق جهاز استشعار معين لتنبيهه.
كذلك تم تدريبها على لصق قنابل متفجرة باسطوانات هواء غواصي الأعداء.
وأيضًا كانت ترسل في عمليات تجسس تحت الماء بعد أن يتم تزويدها بكاميرات مخصصة.
أما بالنسبة لأسود البحر فكانت تدرب إزالة الألغام من تحت الماء، والتعرف على غواصي الأعداء جنبًا إلى جنب مع الدلافين.
حيث يقوم أسد البحر بالعثور على أحد الغواصين ويربط جهاز تتبع على شكل سوار بأحد أطرافه.
8- الحمام وطيور الكناري.. وسيلة الاتصال
استخدم الحمام الزاجل في العصور الوسطى لتبادل الرسائل، واستمر استخدامها على هذا الحال طوال الحربين العالميتين الأولى والثانية.
لكن في الحرب العالمية الثانية تم إجراء تجارب لاستخدام الحمام في توجيه الصواريخ.
ويتم وضع الحمامة داخل صاروخ، وتدريبها على النقر فوق المتحكمات عن يمينها وشمالها حسب موقع الهدف.
أما طيور الكناري فكانت تدرّب للكشف عن الغاز السام.
9- ببغاوات التحذير.. رادار الكشف عن العدو
في عصرنا الحالي يتم استخدام الرادارات للكشف عن طائرات الأعداء.
أما في الحرب العالمية الأولى كانت الببغاوات توضع فوق برج إيفل للتحذير من الطائرات القادمة.
لكن لم يدم استخدامها طويلًا؛ بسبب عدم تمييزها بين الطائرات الألمانية وطائرات الحلفاء.
10- كلاب مضادة للدبابات
مع زحف الألمان في اتجاه موسكو عام 1941، كانت القوات السوفيتية لا تملك أسلحة فعالة مضادة للدبابات، وبدافع اليأس، قرروا استخدام الكلاب كأسلحة لمواجهة دبابات العدو.
واعتمد الأمر على ربط شحنة متفجرات عبارة عن 12 كجم من الـ TNT، وتدريب الكلاب على الزحف تحت الدبابات، وعند اصطدامهم بأسفل العربة يحدث الانفجار.
وبشاعة التدريب لم تقل شيئًا عن بشاعة الفكرة، فكان يتم تجويع الكلاب لفترات طويلة، ثم توضع قطع اللحم أسفل الدبابات حتى تدّرب الكلاب على التوجه أسفل الدبابة.
كل ذلك وسط الأصوات المفزعة للنيران حتى تعتاد الكلاب عليها ولا تخشى سماع صوتها في ساحة القتال.
وقامت الكلاب بتدمير أكثر من 300 دبابة، لكن بالطبع ذهب ضحيتها أكثر من 300.
واستمر الاتحاد السوفيتي ومن بعده روسيا، في تدريب الكلاب المضادة للدبابات حتى عام 1996.
أما في فرنسا فكانت مهمة الكلاب هي تفتيش الجبهة الغربية عام 1914.
بينما في ألمانيا فكانت الكلاب تستخدم كوسيلة اتصال ومد أسلاك الهاتف عام 1917.
11- الثور.. ناقل المدفعيات الثقيلة
استخدم الثور بشكل واسع في الحروب، وكان يختص بنقل المدفعيات الثقيلة أثناء الحصار، أو في المناطق ذات التضاريس الصعبة.
12- الخنازير المشتعلة.. في مواجهة فيل مدرع
في المعارك الحربية التي تم الاستعانة فيها بالأفيال، كانت الدول الأخرى تواجه صعوبة في البحث عن سلاح يواجه هذا الحيوان الضخم المدرع، حتى وجدوا الحل في الخنازير.
فقد ذكر بعض المؤرخين الرومانيين وعلى رأسهم “بليني الأكبر” أن الفيلة تخاف من أصوات الخنازير.
وفي عام 266 ق.م أثناء حصار المدينة الإغريقية “ميجارا”، من قبل قوات القائد المقدوني “أنتيجونس الثاني” الذي استعان بالفيلة الحربية.
بدأت قوات الميجاريين تطلق مجموعة من الخنازير البرية مدهونة بمادة سهلة الاشتعال.
وأثناء سير الخنازير بين صفوف الأعداء، قام الميجاريين بإطلاق سهام نارية أشعلت فيهم النيران.
مما أصاب الفيلة بحالة من الهلع وأصبحت تقتل كل من يقف أمامها متجاهلة العدو من الصديق.
13- الفئران المتفجرة
خلال الحرب العالمية الثانية استخدمت القوات الخاصة البريطانية فئرانًا تحمل على ظهرها متفجرات لإغلاق مصانع الذخيرة في ألمانيا.
كما استخدمت منظمة بلجيكية غير حكومية الفئران لاكتشاف الألغام الأرضية عن طريق الشم.
14- النحل.. لسعات قاتلة
كان الإغريق والرومان من أوائل الشعوب القديمة الذين استخدموا النحل كأسلحة في الحروب.
وذلك عن طريق قذف خلايا النحل فوق أسوار العدو باستخدام المنجانيق قبل بدء الهجوم لتشتيت أعدائهم، أو قذفها من داخل الأسوار على العدو أثناء الحصار.
وخلال الحرب التانية بين الرومان ومملكة “البنطس” عام 72 ق.م، حاصر الرومان مدينة “ثيميسكيرا” بالقرب من ساحل البحر الأسود.
فقرر أهل المدينة التصدي لذلك الهجوم عبر اطلاق أسراب النحل في الأنفاق على الجنود الأعداء.
وخلال الحرب الأمريكية في فيتنام، استخدمت الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام النحل ضد الامريكان عن طريق تفخيخ المسارات التي تستخدمها الدوريات الأمريكية بخلايا النحل الآسيوي العملاق.
15- البراغيث والذباب المعدية
خلال الحرب العالمية الثانية استخدمت اليابان الحشرات لإصابة الجنود الصينيين بالكوليرا والطاعون.
فقامت الطائرات اليابانية بإسقاط البراغيث والذباب المعدية فوق مناطق مأهولة بالسكان.
وأسفرت هذه العملية عن مقتل 440 ألف صيني.
16- العقارب.. وامطرت السماء عقارب
في نهاية القرن الثاني كانت الرومان بقيادة الامبراطور “سيبتموس سيفيروس” في طريقهم لاحتلال بلاد ما بين النهرين.
لكن المفاجأة كانت في وابل العقارب الذي عرقل خططهم ونشر الرعب بين صفوفهم.
فعندما وصلت القوات الرومانية إلى مدينة “الحضر” -الواقعة في جنوب غرب بغداد بوقتنا الحالي-، تفاجئوا أن السماء تمطر عقارب.
حيث كان أهل المدينة يرمونهم بأواني فخارية مُحملة بالعقارب من خلف الاسوار.
فأصاب الجنود حالة من الهلع، وتعرضوا للدغات سامة، وبعد 20 يوم من الحصار،لم يكن أمامهم حل سوى الانسحاب.
17- قطط جاسوسية
في ستينيات القرن الماضي خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي -السابق-، أطلقت وكالة المخابرات المركزية مشروعًا أطلق عليه اسم “Acoustic Kitty”؛ للمساعدة في عمليات التجسس على السفارات السوفيتية.
اقرأ أيضا:
بدأ في عهد عمر بن الخطاب.. وسمي بالتقويم القمري.. تعرف على أصل التقويم الهجري ومعاني الشهور الهجرية
في بداية العام الهجري الجديد 1445.. 7 سنن يستحب للمسلم فعلها
هل يجوز صيام أول يوم من العام الهجري الجديد 1445؟.. الإفتاء تجيب
دراسات علمية تؤكد.. «العطاء» يؤثر على الدماغ والصحة النفسية
هل الإندومى يسبب السرطان؟.. خبراء تغذية يجيبون على الأمهات المصرية




















التعليقات