 
												كثيرًا منا قد طالع أفلام الرعب الأمريكية، وخاصة تلك الفئة التي تتحدث عن الزومبي المعروفين بالموتى الأحياء، والذين أثاروا تساؤلات المتابعين عن أصلهم وحقيقتهم، ومن أين أتت القصة لأول مرة؟ وكيف يكون الشخص حيًا وميتًا في ذات اللحظة؟
لكن لا داعي للحيرة بعد الآن، فكلمة زومبي في حقيقتها ليست اسمًا للأموات الأحياء، وإنما هو اسم قائد مسلم يغفل عنه الكثيرون، لمع اسمه في تاريخ البرازيل حين ناضل المستعبدين وأسس مملكة إسلامية تدعو للحرية والخلاص.
رحلة لا تُبشر بخير
في إحدى الليالي غادرت من البرتغال قافلة بحرية استكشافية، مكونة من 13 سفينة بقيادة القبطان بيدرو الفاريس.
في رحلة متوجهه إلى الهند؛ من أجل تحقيق أهداف تجارية واستعمارية.
أبحر أسطول كابرال من ميناء الشبونة في 9 مارس 1500م متوجهًا لغايته.
لكن بدلًا من التفاف السفينة حول أفريقيا وقعت أسيرة في الأمواج العاتية التي تقاذفتها يمينًا ويسارًا، ليبتلعها عباب البحر وتفقد الوجهة.
جزيرة تشرق بالنور
استمر المسير لوقت طويل ولا أثر لأي يابسة، وفي لحظات بلغ فيها مبتغاه، أشرقت الشمس وغرد الطير في السماء ينبئ عن وجود يابسة قريبة.
وما هي إلا ثوان معدودة حتى لاحت جزيرة في الآفاق، ولكن لم تكن الهند بطبيعة الحال.
لقد رست السفينة عن طريق الخطأ في العالم الجديد بالقرب مما أطلق عليه كابرال اسم “مونتي باسكوال”، أو جبل الفصح في 22 أبريل 1500م، الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل الحالية.
وقد وجد الأسطول جموعًا من السكان الأصليين، فتواصلوا معهم بلطف وقدموا الهدايا؛ أملًا استكشاف لتلك اليابسة.
وانقلبت الحال رأسًا على عقب
تغيرت الأحوال وتبدلت النوايا وبعد أن كان الهدف استكشاف الجزيرة، حيث باتت البرتغال تطمح في فرض سطوتها على تلك البقعة الجديدة من العالم.
فتعاملت بوحشية مع السكان الأصليين واستبعدتهم تحت وطأة سيوفها وأسلحتها الثقيلة، واعتبرت البرازيل بمثابة مستعمرة خاصة بها.
نهب الثروات
لم يكتف البرتغاليون بذلك وحسب بل صاروا ينهبون خيرات البلاد، ويصدرون أخشاب “باو برازيل” -التي أتى منها اسم البرازيل-، ويستولون على مناجم الذهب والأحجار الكريمة.
كما وجدوا الكثير من النباتات والمحاصيل الزراعية المختلفة، التي لم يعهد بها العالم القديم من قبل؛ فأحكموا سيطرتهم عليها.
نقطة تحول
في منتصف القرن 16 بدأت البرتغال في استيراد الرقيق من أفريقيا لتوفير الأيدي العاملة في المستعمرة الجديدة، وتم ذلك من قبل عصابات صيد البشر في أفريقيا، وعقد الصفقات البخسة مع سفن الأوربيين التي تنتظر على السواحل.
وكان معظم العبيد الأفارقة الذين قدموا إلى البرازيل مسلمين يحفظون من القرآن ما تيسير، وأجاد الكثيرون منهم العربية.
وعلى الرغم من العداء الذي تلقوه من البرتغاليين ومحاولة تنصيرهم عنوة؛ إلا أن كثيرًا منهم حافظوا على الإيمان في قلوبهم.
هروب للحياة
دفع الاضطهاد كثير من المسلمين إلى الهروب والعيش في كنف الأحراش والغابات بشكل فردي، ولكن بعد مدة أصبحوا جماعات في منطقة بالماريس، إذ كانت محصنة بشكل طبيعي من الجبال وغيرها مما أعطاهم الأمل في الحياة.
بالماريس مملكة افريقية على أرض برتغالية
تأسست بالماريس أو أنغولا الصغرى عام 1605 من قبل 40 مستعبدًا، ومع الوقت تزايد العدد حتى وصل إلى 30 ألف، وقد قامت الدولة على الزراعة فأصبحت أشبه بمملكة أفريقية في قلب العالم الجديد.
وحكم هذا الشعب جانجا زومبا الذي كان من سلالة ملكية أفريقية، فعمل على التصدي بجيشه ضد 5 حملات برتغالية هدفت إلى إبادة المملكة خلال القرن 17.
من هو زومبي؟
إن اسم زومبي الذي يخيف الأطفال ويبعث الرعب في قلوب الآدميين ما هو إلا شخصية عظيمة وبطل من أبطال الإسلام في البرازيل، لكن عمل الإعلام على تشويه صورته وإصباغهها بطريقة لا تليق أبدًا ببطل قومي.
وُلد زومبي في بالماريس عام 1655 بولاية باهيا البرازيلية، والتي كانت -في ذلك الوقت- تتبع مجموعة من التنظيم الاجتماعي للمدن يدعى «بالميريس».
وكان نظام «بالميريس» يعتمد في قوانينه على الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية في إصدار الأحكام، إضافة إلى بعض العادات والتقاليد الموروثة.
عندما كان زومبي في أوائل العشرينات من عمره تعلم الأساليب العسكرية والحربية، فقد معروفًا ببراعته الجسدية ومكره في المعركة.
خدعة غصن الزيتون
أتى أحد الممثلين عن البرتغال عام 1678 حاملًا غصنًا من الزيتون ودخل بالماريس.
وعرض على حاكمها جانجا زومبا صفقة تسوية تقضي بإعطاء الحرية لكل مستعبدي مملكته شرط أن تخضع المملكة لحكم البرتغاليين.
رأى جانجا زومبا ترجيح هذا الحكم ليطوي صفحة الصراع جانبًا، لكن زومبي الذي كان زومبي حينذاك قائدًا لجيش المملكة، لم يتفق تمامًا مع خاله زومبا في مسألة قبول الصفقة.
وذلك لأنه لا يثق في البرتغاليين، ورفض أن ينال شعبه الحرية بينما بقية الأفارقة يظلون تحت وطأة الاستعباد.
زومبي يتولى العرش
ومع كثرة الخلافات والانشقاقات قُتِل الحاكم جانجا زومبا على يد أحد مساعديه.
واعتلى زومبي عرش المملكة، حينها رفض عرض البرتغاليين، واختار طريق المقاومة مطالبًا بالحرية لجميع المستعبدين.
صار زومبي في عين كل المستعبدين بطلًا وقائدًا قوميًا، حين دخل مع البرتغاليين في ملاحم حربية.
وحكم بالعدل والانصاف
حكم زومبي البلاد بالعدل والمساواة طبقًا للقوانين المدنية والجنائية في الدولة.
واستمر زومبي في الحكم مدة 7 سنوات، يقاوم تحركات البرتغاليين ويحاول تحرير العبيد في كل الأرجاء القريبة.
حصار وقذف بالأسلحة
في 1694م احتشدت القوات البرتغالية بكامل عتادها لحصار بالماريس، واستمر الحصار والقصف بالأسلحة الثقيلة 42 يومًا.
بعد ذلك تمكنت البرتغال من السيطرة على بالماريس والقبض على زومبي في 6 فبراير 1694، بعد 67 عامًا من الصراع.
وفي 20 نوفمبر حشد البرتغاليون الجميع في ساحة عامة وقاموا بقتل زومبي، والتمثيل بجثته عن طريق قطع رأسه ووضعها على رمح والسير بها بين الساحات العامة في البرازيل.
وذلك إرهابًا للمستعبدين الباقيين وكسرًا لإرادتهم، حتى لا تكون هناك أي أسطورة تتحدث عن خلوده.
زومبي البطل الشعبي
لقد خُلِد اسم زومبي في الثقافة البرازيلية المعاصرة كبطل قومي شجاع ورمز للحرية، فهم يحيون ذكراه في 20 نوفمبر من كل عام -اليوم الذي قُتل فيه-.
ما أصل كلمة زومبي Zombie المستخدمة في الوقت الحالي؟
تعود كلمة زومبي إلى غرب افريقيا، وقد سُجّلت لأول مرة باللغة الإنجليزية عام 1819.
وهي مرتبطة بكلمات zumbi بمعنى “صنم”، أو nzambi بمعنى “إله” في لغة Kikongo بجمهورية الكونغو، والمناطق المحيطة بها.
ويشير مصطلح الزومبي في الأصل أيضًا إلى إله الثعبان في دين الفودو في غرب إفريقيا.
عندما نُقلت الشعوب الإفريقية كعبيد خلال القرن 18 وأوائل القرن 19، جلبوا معهم معتقداتهم الدينية.
ومن ثَم انتشرت فكرة الزومبي تدريجيًا في الولايات المتحدة وأوروبا.
وانتعشت في القرن 20 عبر أفلام الخيال العلمي في السينما والتلفزيون.
ما أصل فكرة الزومبي تاريخيًا؟
عادة ما يصور الزومبي على أنه جثة مستيقظة مع شهية مفترسة تمشي بشكل غريب -ببطئ غالبًا- ولا يتكلمون، وهم أقوياء، لهم لحوم متعفنة، ومهمتهم الوحيدة تناول لحم الأحياء.
وتعتبر الحضارة الإغريقية أول من انتابه الخوف من الموتى الأحياء.
فقد اكتشف علماء الآثار العديد من القبور القديمة التي تحتوي على هياكل عظمية مثبتة بالصخور والأشياء الثقيلة، لتمنع جثث الموتى من العودة إلى الحياة حسب اعتقادهم السائد.
اقرأ أيضا:
اعتني بنفسك ووفري..4 وصفات طبيعية لترطيب البشره تغنيكِ عن الكريمات المصنعة
٧ أسباب تجعلك لا ترى الخير في الناس |فيديو
التمويل العقاري حلال أم حرام ..الإفتاء توضح
تكية الرحمن توزّع 1200 وجبة مجانية يوميًا.. تحت شعار «كل ببلاش»













التعليقات