شلالات الدم بجبال انتراكتيكا.. حل لغز النزيف الدموي بالقارة القطبية
شلالات الدم بجبال انتراكتيكا.. حل لغز النزيف الدموي بالقارة القطبية

الزمان: اكتشفت عام 1911
المكان: شرق القارة القطبية المتجمدة أنتاركتيكا

لنَقُل أنك ذهبت في رحلة استكشافية إلى قارة أنتارتيكا المتجمدة.

وأثناء استمتاعك بذلك الفضاء المتجمد، وقعت عينيك على كم هائل من أطنان المياه الحمراء.

تندفع بانهمار من ارتفاع 100 متر تقريبًا، لتبدو كشلالات الدم الأحمر في مظهر ساحر يُذهب العقول.

 

 

شلالات الدم

5 طوابق من المد القرمزي

تعد شلالات الدم واحدة من أجمل العجائب الطبيعية للقارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا.

حيث يمكنك أن ترى صورة رائعة لامتزاج اللون الأحمر مع امتداد البياض الناصع المتجمد.

 

 

وهي عبارة عن شلال مرتفع مكون من 5 طوابق، يتدفق ببطء على المد القرمزي.

ويستمر هذا الشلال الضخم في بث سائل بلون الصدأ، يجعل لسان نهر تايلور الجليدي يبدو وكأنه يعاني من جرح مفتوح.

وتقع هذه الشلالات بين ضفاف نهر تايلور المتجمد، بهضاب ماكموردو الجافة في أرض فكتوريا، شرق القارة المتجمدة أنتاركتيكا.

 

اقرأ أيضا: تحنط كل من يمر على سطحها.. ومأوى لـ 2 مليون طائر.. حقائق لا تعرفها عن «بحيرة الناطرون»

رحلة تيرا نوفا.. عاشق القارة القطبية

في عام 1911 وعلى بعد آلاف الكيلومترات في قارة انتاركتيكا المتجمدة.

قرر المستكشف الأسترالي “جريفيث تايلور Griffith Taylor” الانضمام لفريق استكشاف القارة القطبية الجنوبية.

في رحلة استكشافية أطلق عليها اسم “تيرا نوفا Terra Nova”.

وكان عشق القارة المتجمدة هو المحرك الأول الذي دفع الاستكشافي تايلور للانضمام في الرحلة.

وأثناء مرور أفراد الرحلة بجانب أحد الأنهار، -الذي أطلق عليه اسم تايلور فيما بعد تيمنًا باسم مكتشفه- لاحظوا انهمار أطنان من المياه ذات اللون الأحمر بغزارة.

من على ارتفاع 100 متر تقريبًا، لتبدو في شكل شلالات الدم الأحمر، وكان مصدر هذه الشلالات هو نهر تايلور الجليدي الذائب.

 

اقرأ أيضا: أساطير القارة المفقودة لا تنتهي.. علاقة الغرفة السرية لأبو الهول وأعمدة هرقل بـ «اطلانتس».. الفيضان دمر حضارتها.. و 7 أدلة تؤكد وجودها

شلالات الدم.. جميل أم مخيف

حاول تايلور وأصدقاؤه حل لغز شلالات الدم، فقالوا أن هناك طحالب في أسفل النهر مسؤولة عن تلون المياه باللون الأحمر، إلا أن ذلك لم يكن السبب الحقيقي.

فالعلماء في ذلك الوقت لم يتمكنوا من معرفة سر الدم؛ بسبب ضعف المعدات والتقنيات المستخدمة في ذلك الوقت.

بالإضافة للانخفاض الشديد في درجة الحرارة التي وصلت 17° تحت الصفر، وبالتالي لم يذب سوى جزء بسيط فقط من النهر الجليدي، وهذا لم يمكنهم من التعرف على طبيعة التكوينات الجيولوجية الموجودة أسفل النهر.

ولذلك وجهت الكثير من الانتقادات لفريق رحلة تيرا نوفا؛ لأنهم لم يقدموا أي تفسير واقعي لتدفق النهر، ولم يعرف أحد هل يُنظر إليه كشلال جميل أو مخيف، على حسب موقف كل واحد من اللون الأحمر.

 

اقرأ أيضا: غضب السماء.. مخلوقات فضولية.. مصابيح الشياطين.. وانقطاع الكهرباء عن مدينة كاملة.. تعرف على أسرار «الشفق القطبي»

شلالات الدم.. كبسولة زمنية عمرها مليوني عام

فتح لغز شلالات الدم نافذة لبحوث عديدة، حاول العلماء من خلالها الإجابة عن مختلف التساؤلات التي تحير ألبابهم، حول هذا النوع من الحياة المعزولة تمامًا عن العالم المحيط بنا.

وبالفعل كانت الحقيقة أغرب من الخيال، فمع التقدم التكنولوجي تم استخدام تقنيات الرادار المتطورة والصور تحت الماء.

في محاولة لمعرفة المصدر الحقيقي لهذه الظاهرة الطبيعية الغريبة، والأغرب كان الجواب أنها عبارة عن كبسولة زمنية تحت الماء عمرها مليوني عام.

شلالات الدم

فهذه الطبقة الفريدة من الجليد كانت محاصرة بشكل فعال بقسم غني من الحديد لملايين السنين.

كذلك داخل طبقات القطب الشمالي المتجمدة، تطور مجتمع قديم من الميكروبات في بيئة منفصلة تمامًا عن العالم الخارجي، أما اللون الأحمر فكان نتيجة ارتفاع مستويات الحديد والملوحة في الماء؛ لذلك خرج السائل الملون بالدم من خلال الشقوق.

واصطلح العلماء على تسمية الشلالات باسم شلالات الدم الناتجة عن مادة أكسيد الحديد الذي تتميز به، مما يعطيها مظهراً مشابهاً للدم.

شلالات الدم

وأخيرًا، مكن هذا الاكتشاف الفريد العلماء من التأكد أن الحياة يمكن أن توجد حتى في درجات الحرارة المنخفضة جدًا، وفي ظل ظروف كانوا يعتقد سابقًا أنها غير صالحة للعيش.

 

شلالات الدم بجبال انتراكتيكا

التعليقات